هدوء وثقة
ماذا كنت تعرف عن أمير عبد الحميد قبل عشرة أشهر من الآن؟ ربما كانت كل معلوماتك أنه حارس جيد يجلس على مقاعد بدلاء الأهلي في انتظار فرصة قد لا تأتي أبدا في ظل تألق مستمر لعصام الحضري. ولكن أحداث عام 2008 كانت كفيلة بوضعه في صدارة المشهد وبالتالي اكتشاف صفات كثيرة عن "الحارس الأول" الجديد.
الصفتان الأساسيتان اللتان ظهرتا في حديث عبد الحميد مع فريق FilGoal.com هما الهدوء الشديد والذهن المرتب جيدا، وهو ما ساعده مع ثقته بنفسه وثقة الجهاز الفني للأهلي فيه من اجتياز عدد من الدوامات المتلاحقة منذ فبراير الماضي.
"البداية كانت مقلقة للجماهير، وأنا أعذرهم تماما في ذلك. حتى إذا جاء (جيانلويجي) بوفون أو إيكر كاسياس ليحرس مرمى الأهلي بعد عصام الحضري، كانت الجماهير ستشعر بالقلق أيضا،" هكذا يتفهم عبد الحميد موقف مشجعي الأهلي حينما بات بين يوم وليلة حديث الشارع الكروي المصري.
ويضيف "الحضري كان أساسيا وفي أفضل مستوياته ولكن كان لدي ثقة كبيرة في إمكانياتي وفي مدربي أحمد ناجي الذي دائما ما كان يساندني طوال السنوات التي كنت فيها احتياطيا".
ودخل عبد الحميد في أجواء الفريق الأساسي سريعا، بدءا من مباراة غزل المحلة في الدروي الممتاز العام الماضي ثم المقاولون العرب والزمالك وحرس الحدود قبل أن يكتمل الموسم بتتويج الأهلي بطلا للدوري الممتاز.
ويؤكد عبد الحميد أنه كان يعلم جيدا أن قلق الجماهير سيتواصل مع بداية الموسم الجديد والاختبارات الأكثر قسوة التي يدخلها الفريق من مجموعة نارية تجمع الأهلي مع الزمالك في دوري أبطال إفريقيا ولقاء قمة ساخن في بداية الموسم في صراع على كأس السوبر المصرية.
ولكن بعد تخطي ثلاث مباريات أمام الزمالك بلا هزيمة وتحقيق بداية جيدة للموسم محليا وقاريا، أدرك حارس الأهلي أن مقبل على نقطة تحول جديدة في علاقته مع الجماهير، وكان مستعدا لها أيضا.
ويوضح "المباريات الأولى التي لعبتها أساسيا كانت أصعب على الجماهير ولكنها أسهل بالنسبة لي، لأن قلق الجماهير كان ممتزجا بالتعاطف وبالتشجيع المستمر بسبب الظروف التي كان يمر بها الفريق".
ويتابع "ولكن بعد تخطي هذه المرحلة، اختلفت نظرة الجماهير، فباتت تركز بشكل أكبر على أدائي باعتباري الحارس الأساسي وظهر المساندة والحب بصورة أوضح على الرغم من أنني كنت أشعر به وأنا مازلت احتياطيا".
بعض أنواع النقد تزعجه
أنواع النقد
ويؤكد أن الفوز بدوري أبطال إفريقيا بعد مباراتين صعبتين أمام القطن الكاميروني كتب كلمة النهاية في المرحلة الأولى من توليه مسؤولية حراسة مرمى الأهلي، ولكنه في الوقت نفسه فتح باب مرحلة جديدة يتطلع فيها إلى كتابة تاريخ جديد كأساسي مع الشياطين الحمر.
ولكن عبد الحميد يصيبه بعض التوتر حينما يتطرق إلى ما يصفه بأنه نقد غير بناء مؤكدا أن هناك بعض الملاحظات التي يستفيد منها وأخرى "عبارة عن نغمات إعلامية يطلقها أحدهم ثم يرددها آخرون".
"المشكلة أن هناك بعض النغمات التي تظهر وتختفي بناء على الأداء في مباراة واحدة،" بحسب وصف عبد الحميد.
ويوضح "إحدى النغمات كانت أن أمير مهزوز وهو ما تردد كثيرا ولكن حينما ألعب مباراة جيدة أو أخرج من لقاء بشباك نظيفة تنتهي هذه النغمة".
ويضيف "أمر آخر كان فشلي في التعامل مع ركلات الجزاء وهي نغمة أخرى على الرغم من أنني تمكنت من صد ركلات ترجيح كثيرة من قبل، ولا يطلب مني مدربي ناجي أو مانويل جوزيه المدير الفني التدريب عليها".
ويشير إلى أن تزايد عدد القنوات التليفزيونية والصحف والمجلات تدفع بعض الإعلاميين لاختلاق قصص أو مشكلات لا وجود لها.
ولكن هل يشعر عبد الحميد بنوع من التحفز من قبل الإعلام؟
إجابته الديبلوماسية على هذا السؤال تبرز من جديد أفكاره المرتبة وذكائه في التعامل مع دوامة الإعلام، فيؤكد أنه يحترم بشدة الملاحظات التي وجهت إليه وكانت تساعده على التطور مثل وزنه الذي كان زائدا في بعض الفترات أو إيقاع لعبه البطئ في أحيان أخرى.
السبت 06 ديسمبر 2008, 2:26 pm